بلغني أيها الملك السعيد ذوالرأي الرشيد...أن بلادا سعيدة في بقعة ليست بعيدة..كانت جميلة وأخاذة, فيها ازدهار اقتصادي و تقدم علمي وتكنولوجيا حديثة, تفوقت على غيرها من المدن حتى أصبح الزوار يأتونها على الطائرات و السفن,كانت كالعروس في ثيابها البيضاء مناخها معتدل و هواؤها عليل, و لما كانت بهاذا الجمال و التقدم و الحضارة و في موقع مميز بجدارة, كانت سياساتها و شؤونها محل ترقب للنظارة, هؤلاء النظارة لا تفوتهم كبيرة و لاصغيرة ولا اشارة, لذلك كانت البلاد ديمقراطية بجدارة أو بحسب توجيهات بعض من أولئك النظارة, فيها انتخابات و تصويت و كمال برلماني ووزارة, وأصدقك القول يا مولاي..... كان فيها مجال لا بأس به من حرية العبارة, فيها استقرار امني و شعبي, رضا و حبارة
و في احد الأيام أعلنت الوزارة عن وصفة مبتكرة لتعزيز الحضارة وأسمتها (تنمية سياسية) في جو مفعم بالحيوية,فتفائلت جميع الطبقات الشعبية...حتى
..., من لم يفهم منهم معنى التنمية السياسية فقد كانت مؤشراتها ايجابية
لكن منذ هذه التنمية السياسية لم تعد الرؤية واضحة في تلك البلاد السعيدة و أصبحت ذات قضايا عديدة في تناقض بين العنوان و الحقيقة0
وبدأت الأحوال تتغير, مع أن المقصود هو ان تكثر من الازدهار و الحرية و تتخير, فحصل قبل تلك الأيام بقليل أن سنت القوانين في وقت كان البرلمان محلولا لا يعمل وأصبحت الحريات تتململ0
و بدافع من توجه الوزارة, تجمع طلاب العلوم السياسية في الجامعة الأردنية في استجابة للدعوة العلنية لتعزيز التنمية السياسية, فاستجمعوا معلوماتهم و رفعوا معنوياتهم, و بدؤوا يفكرون ببلاد أكثر ازدهارا و حرية, و تفاعلا مع التطلعات الدخلية, فقرروا تأسيس ناد يرفع شعار التنمية السياسية, و يعزز الديمقراطية في بلد الديمقراطية 0
رتبوا برامجهم و تفقدوا حوائجهم و رفعوا الاذن لكبير النوادي و من ثم لكبير جامعتهم, و لم يكن لديهم ادنى شك في قبول الاذن, فالكرة في ملعبهم لأنهم مع التيار تماما و في استجابة سريعة للشعارات العديدة التي رفعتها حكومتهم الرفيعة , من أجل سياسة جديدة
لا تتفاجأيا مولاي
لم يصرح لهم بالنادي, في حقبة السياسة النامية و العقول الواعية, وأصبحوا يتسائلون: هل ديمقراطيتنا بالية؟
تحيرت عقولهم وأحبطت قلوبهم في ظل سياسة نامية0
و ما كان بعد ذلك الا أن منع الطلاب من التعارض العلني أو الاتفاق العلني في مسيرات شعبية, داخل الممرات الجانعية,بسبب (طوشات) علنية لا ناقة لها و لا بعير في المواضيع السياسية و هدد كبير المشاورين بفصل جميع المشائين في مسيرات المجانين
و حدث بعد ذلك أن مات سجين من هول التعذيب,كان معلقا على قضيب في زمن التنمية السياسية التي لا تغيب, في أي زمن نحن؟ هل حقا أصبحنا في زمن"أبوغريب" و المكان ؟ ماذا عن المكان ؟ هل متاح هنا التعذيب؟
مولاي..لا تنسى, أننا في زمن التنمية السياسية التي لا تغيب....ومن الاشارة يفهم كل لبيب
و للحديث بقية...
و ادرك شهريار الصباح .....فسكتت شهرزاد عن الكلام المباح0